فصل: إعراب الآيات (15- 18):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الجدول في إعراب القرآن



.إعراب الآيات (15- 18):

{يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَما ذلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (17) وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلى حِمْلِها لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى إِنَّما تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّما يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (18)}.
الإعراب:
(يا أيها الناس) مرّ إعرابها، (إلى اللّه) متعلّق بالفقراء (هو) ضمير فصل (الغنيّ) خبر المبتدأ اللّه.
جملة: (يا أيها الناس...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنتم الفقراء...) لا محلّ لها جواب النداء.
وجملة: (اللّه.. الغنيّ...) لا محلّ لها معطوفة على جواب النداء.
(16) (بخلق) متعلّق ب (يأت)..
وجملة: (يشأ...) لا محلّ لها استئناف في حيّز النداء.
وجملة: (يذهبكم...) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (يأت...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يذهبكم.
(17) الواو عاطفة (ما) نافية عاملة عمل ليس (على اللّه) متعلّق بعزيز (عزيز) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما.
وجملة: (ما ذلك.. بعزيز) لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
(18) الواو عاطفة (لا) نافية (وازرة) فاعل مرفوع على حذف موصوف أي نفس وازرة (وزر) مفعول به منصوب (أخرى) مضاف إليه مجرور وعلى حذف موصوف أي نفس أخرى (مثقلة) فاعل تدع وعلى حذف موصوف أي نفس مثقلة (إلى حملها) متعلّق ب (تدع)، ومفعول تدع محذوف أي تدع نفس نفسا (لا) نافية (يحمل) مضارع مجزوم جواب الشرط مبنيّ للمجهول (منه) متعلّق ب (يحمل)، (شيء) نائب الفاعل الواو حاليّة (لو) حرف شرط غير جازم، واسم (كان) ضمير يعود على المدعو المفهوم من سياق الكلام (ذا) خبر كان منصوب، (إنّما) كافّة ومكفوفة (بالغيب) حال من المفعول- أو الفاعل- الواو استئنافيّة- أو عاطفة- (تزكّى) فعل ماض مبنيّ في محلّ جزم فعل الشرط الفاء رابطة لجواب الشرط (إنّما) مثل الأولى (لنفسه) متعلّق بحال من فاعل يتزكّى الواو عاطفة (إلى اللّه) خبر مقدّم....
وجملة: (لا تزر وازرة..) لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: (تدع مثقلة...) لا محلّ لها معطوفة على جملة يشأ.
وجملة: (لا يحمل منه شيء..) لا محلّ لها جواب الشرط غير مقترنة بالفاء.
وجملة: (كان ذا قربى...) في محلّ نصب حال.. وجواب الشرط. محذوف دلّ عليه ما قبله.
وجملة: (إنّما تنذر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يخشون..) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (أقاموا...) لا محلّ لها معطوفة على جملة الصلة.
وجملة: (من تزكّى...) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّما تنذر...
وجملة: (تزكّى...) في محلّ رفع خبر المبتدأ (من).
وجملة: (يتزكى...) في محلّ جزم جواب الشرط..
وجملة: (إلى اللّه المصير...) لا محلّ لها معطوفة على جملة من تزكّى.
الصرف:
(18) مثقلة: مؤنّث مثقل، اسم مفعول من الرباعيّ أثقل، وزنه مفعل بضمّ الميم وفتح العين.
(حملها)، اسم لما يحمل، الجمع أحمال زنة أفعال حمولة زنة فعولة بضمّ الفاء.
البلاغة:
1- المبالغة: في قوله تعالى: (أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ).
عرّف الفقراء للمبالغة في فقرهم، كأنهم لكثرة افتقارهم، وشدة احتياجهم هم الفقراء فحسب، وأن افتقار سائر الخلائق بالنسبة إلى فقرهم بمنزلة العدم.
ولذلك قال تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً).
2- جناس الاشتقاق: في قوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى).
فالجناس بين تزر ووازرة ووزر. والوزر كما في المصباح الإثم. والوزر الثقل أيضا ومنه يقال وزر يزر من باب وعد إذا حمل الإثم.

.إعراب الآيات (19- 23):

{وَما يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ (19) وَلا الظُّلُماتُ وَلا النُّورُ (20) وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ (21) وَما يَسْتَوِي الْأَحْياءُ وَلا الْأَمْواتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشاءُ وَما أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22) إِنْ أَنْتَ إِلاَّ نَذِيرٌ (23)}.
الإعراب:
الواو استئنافيّة (ما) نافية (لا) زائدة لتأكيد النفي في المواضع الخمسة، (الظلمات، النور الظل، الحرور) ألفاظ معطوفة بحروف العطف على الأعمى والبصير كلّ بما يقابله (ما) مثل الأولى (الأموات) معطوف على الأحياء (ما) الثالثة نافية عاملة عمل ليس (مسمع) مجرور لفظا منصوب محلّا خبر ما (في القبور) متعلّق بمحذوف صلة من.
(إن) نافية (إلّا) للحصر (نذير) خبر المبتدأ أنت.
جملة: (ما يستوي الأعمى..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (ما يستوي الأحياء..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه يسمع..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (يسمع من يشاء...) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (يشاء..) لا محلّ لها صلة الموصول (من).
وجملة: (ما أنت بمسمع..) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّ اللّه يسمع.
وجملة: (إن أنت إلّا نذير..) لا محلّ لها تعليليّة- أو استئناف بيانيّ.
الصرف:
(الحرور)، مصدر حرّ يحرّ باب ضرب وباب نصر وهو اشتداد حرّ الشمس وغيره، أو هو اسم للريح الحارة. قال أبو عبيدة:
أخبرنا رؤبة أن الحرور بالنهار والسموم بالليل- واللفظ مؤنّث وزنه فعول بفتح الفاء.
البلاغة:
التمثيل والطباق: في قوله تعالى: (الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ).
مثل للمؤمن والكافر والظلمات والنور، مثل للحق والباطل وكذلك الظل والحرور والأحياء والأموات، مثل للذين دخلوا في الإسلام والذين لم يدخلوا فيه وأصروا على الكفر.

.إعراب الآيات (24- 26):

{إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلا فِيها نَذِيرٌ (24) وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّناتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتابِ الْمُنِيرِ (25) ثُمَّ أَخَذْتُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (26)}.
الإعراب:
(إنّا) حرف مشبّه بالفعل واسمه (بالحقّ) متعلّق بحال من المفعول أو من الفاعل (بشيرا) حال من المفعول منصوبة الواو عاطفة (إن) حرف نفي (أمّة) مجرور لفظا مرفوع محلّا مبتدأ- معتمد على نفي- (إلّا) للحصر (فيها) متعلّق ب (خلا).
جملة: (إنّا أرسلناك..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أرسلناك..) في محلّ رفع خبر إنّ.
وجملة: (إن من أمّة إلّا خلا..) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (خلا فيها نذير..) في محلّ رفع خبر المبتدأ (أمّة..).
(25) الواو عاطفة الفاء رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (من قبلهم) متعلّق بمحذوف صلة الذين (بالبيّنات) متعلّق بحال من رسلهم (بالزبر، بالكتاب) متعلّقان بما تعلّق به الجارّ الأول.
وجملة: (يكذّبوك..) لا محلّ لها معطوفة على جملة إنّا أرسلناك.
وجملة: (قد كذّب الذين..) في محلّ جزم جواب الشرط مقترنة بالفاء.
وجملة: (جاءتهم رسلهم..) في محلّ نصب حال من الموصول.
(26) الفاء عاطفة (كيف) اسم استفهام للتقرير في محلّ نصب خبر كان (نكير) اسم كان مرفوع وعلامة الرفع الضمّة المقدّرة على ما قبل ياء المتكلّم المحذوفة لمناسبة فواصل الآيات.. والياء المحذوفة مضاف إليه.
وجملة: (أخذت..) في محلّ جزم معطوفة على جملة كذّب الذين..
وجملة: (كفروا...) لا محلّ لها صلة الموصول (الذين).
وجملة: (كان نكير..) معطوفة على جملة أخذت الذين.. لأن الاستفهام هنا تقريريّ أي: عاقبت الذين كفروا فكان إنكاريّ في محلّه...

.إعراب الآيات (27- 28):

{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجْنا بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ (27) وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ كَذلِكَ إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ (28)}.
الإعراب:
الهمزة للاستفهام التقريريّ (من السماء) متعلّق ب (أنزل)، (به) متعلّق ب (أخرجنا) و(الباء) سببيّة (مختلفا) نعت لثمرات منصوب (ألوانها) فاعل لاسم الفاعل (مختلفا)، الواو عاطفة (من الجبال) متعلّق بخبر مقدّم للمبتدأ جدد (بيض، حمر، مختلف) نعوت لجدد مرفوع مثله (ألوانها) الثانية فاعل لاسم الفاعل مختلف (غرابيب) معطوف على بيض، (سود) بدل من غرابيب أو عطف بيان على نيّة التأكيد.
جملة: (تر...) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (أنزل....) في محلّ رفع خبر أنّ.
والمصدر المؤوّل (أنّ اللّه أنزل...) في محلّ نصب سدّ مسدّ مفعولي ترى.
وجملة: (أخرجنا..) في محلّ رفع معطوفة على جملة أنزل.
وجملة: (من الجبال جدد...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
(28) والواو عاطفة (من الناس) متعلّق بمحذوف خبر مقدّم للمبتدأ مختلف بحذف موصوف أي صنف مختلف ألوانه.. (ألوانه) فاعل لاسم الفاعل مختلف (كذلك) متعلّق بمحذوف مفعول مطلق عامله مختلف (إنّما) كافّة ومكفوفة (اللّه) لفظ الجلالة مفعول به مقدّم (من عباده) متعلّق بحال من الفاعل المؤخّر العلماء...
وجملة: (من الناس... مختلف...) لا محلّ لها معطوفة على الاستئنافيّة.
وجملة: (يخشى اللّه... العلماء..) لا محلّ لها استئنافيّة.
وجملة: (إنّ اللّه عزيز...) لا محلّ لها في حكم التعليل.
الصرف:
(جدد)، جمع جدّة اسم للطريقة، وقال بعضهم هو مفرد بمعنى الطريق الواضحة وقد وضع المفرد موضع الجمع.. ووزن جدّة فعلة بضمّ فسكون، ووزن جدد فعل بضمّ ففتح.
(بيض)، جمع أبيض زنة أفعل اسم للون المعروف أو صفة له، والأصل في بيض أن يكون على وزن فعل بضمّ فسكون- مفرده أفعل- ثمّ كسرت الباء لمناسبة الياء فقيل بيض.
(حمر)، جمع أحمر زنة أفعل، ووزن حمر فعل بضمّ فسكون، الجمع القياسيّ للصفة التي على أفعل.
(غرابيب)، جمع غربيب، اسم بمعنى الأسود الفاحم المتناهي في السواد، وزنه فعليل بكسر الفاء ووزن غرابيب فعاليل.
(سود)، جمع أسود زنة أفعل، ووزن سود فعل بضمّ فسكون، والجمع قياسيّ شأنه شأن بيض وحمر.
البلاغة:
1- الالتفات: في قوله تعالى: (فَأَخْرَجْنا بِهِ).
فقد التفت عن الغيبة إلى التكلم، لإظهار كمال الاعتناء بالفعل، لما فيه من الصنع البديع، المنبئ عن كمال القدرة والحكمة.
2- التدبيج: في قوله تعالى: (وَمِنَ الْجِبالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُها وَغَرابِيبُ سُودٌ).
والتدبيج: هو أن يذكر المتكلم ألوانا، يقصد الكناية بها، والتورية بذكرها، عن أشياء من وصف أو مدح أو هجاء أو نسيب أو غير ذلك من الفنون، وقد أراد اللّه بذلك الكناية عن المشتبه من الطرق، لأن الجادة البيضاء هي الطريق التي كثر السلوك عليها جدا، وهي أوضح الطرق وأبينها، يأمن فيها المتعسف، ولا يخاف اجتيازها الموغل في الاسفار، والممعن في افتراش صعيد المغاور ولهذا قيل: ركب بهم المحجة البيضاء، ودونها الحمراء، ودون الحمراء السوداء، كأنها في خفائها والتباس معالمها ضد البيضاء في الظهور والوضوح، ولما كانت هذه الألوان الثلاثة في الظهور للعين طرفين وواسطة بينهما، فالطرف الأعلى في الظهور البياض، والطرف الأدنى في الخفاء السواد، والأحمر بينهما، على وضع الألوان والتراكيب، وكانت ألوان الجبال لا تخرج، في الغالب، عن هذه الألوان الثلاثة، أتت الآية الكريمة على هذا التقسيم، فحصل فيها التدبيج، مع صحة التقسيم وهي مسرودة على نمط متعارف، مسوقة للاعتداد بالنعم، على ما هدت إليه من السعي في طلب المصالح والمنافع، وتجنب المعاطب والمهالك الدنيوية والأخرويه.
3- العدول إلى الاسمية: في قوله تعالى: (وَمِنَ النَّاسِ) وفي قوله تعالى قبلها: (وَمِنَ الْجِبالِ): إيراد الجملتين اسميتين، مع مشاركتهما لما قبلهما من الجملة الفعلية، في الاستشهاد بمضمونها، على تباين الناس في الأحوال الباطنة، لما أن اختلاف الجبال والناس والدواب والأنعام، فيما ذكر من الألوان أمر مستمر، فعبّر عنه بما يدل على الاستمرار وأما إخراج الثمرات المختلفة، فحيث كان أمرا حادثا، عبر عنه بما يدل على الحدوث.
4- التقديم والتأخير والحصر: في قوله تعالى: (إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ) لحصر الخشية بالعلماء، كأنه قيل: إن الذين يخشون اللّه من بين عباده هم العلماء دون غيرهم أما إذا قدمت الفاعل، فإن المعنى ينقلب إلى أنهم لا يخشون إلا اللّه. وهما معنيان مختلفان كما يبدو للمتأمل.
الفوائد:
1- عمل الصفة المشبهة باسم الفاعل:
اسم الفاعل يدل على صفة مؤقتة في الإنسان، مثل: سابح- لاعب. أما الصفة المشبهة، فتدل على صفة ثابتة، مثل: كريم- شجاع- صلب.. إلخ. وكل من اسم الفاعل واسم المفعول إذا دلا على صفات ثابتة في الإنسان فيعاملان معاملة الصفة المشبهة، فاسم الفاعل في الآية مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ يدل على صفة مشبهة.
أما عمل الصفة المشبهة، فإما أن يرتفع معمولها على الفاعلية، كما في الآية الكريمة مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ألوانه: فاعل للصفة المشبهة مختلف وإما أن يجر بالإضافة، مثل: (أخوك حسن الصوت)، وهو أغلب أحواله وإما أن ينصب على التمييز، إن كان نكرة أو شبه المفعولية، إن كان معرفة، مثل: (أخوك حسن صوتا) (أخوك حسن صوته) إذا كانت الصفة المشبهة معرفة ب (ال) فلابد لمعمولها إذا أضيف إليها أن يعرف ب (ال) أو يضاف إلى المعرف ب (ال) مثل: (أخوك الحسن الصوت) و(أخوك الحسن أداء النشيد).
2- العلم يصقل الفكر والسلوك:
قال ابن عباس: معنى الآية: (إنما يخافني من خلقي من علم جبروتي وعزتي وسلطاني). ومن ازداد علما ازداد خشية للّه عز وجل.
عن عائشة قالت: صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شيئا فرخّص فيه، فتنزه عنه قوم. فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه وسلم، فخطب فحمد اللّه ثم قال: ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه؟ فو اللّه إني لأعلمهم باللّه وأشدهم له خشية. وعن أنس قال: خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، فقال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولما تلذّذتم بنسائكم على الفرش، ولخرجتم إلى الصعدات (الطرقات) تجأرون (تدعون اللّه)، فغطى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وجوههم ولهم خنين. الخنين: هو البكاء مع عنة وانتشاق الصوت من الأنف.
قال مسروق: كفى بخشية اللّه علما، وكفى بالاغترار باللّه جهلا، وقال مقاتل: أشد الناس خشية للّه أعلمهم.